في خطوة مرتقبة تهدف إلى تعزيز عدالة المنافسة وزيادة الإثارة في الأدوار الإقصائية، يستعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لإجراء تعديل مهم على نظام دوري أبطال أوروبا بدءًا من الموسم المقبل 2025/2026.

انتقادات النظام الحالي بعد سقوط الكبار

أثار خروج كل من برشلونة وآرسنال من نصف نهائي دوري الأبطال في الموسم الحالي موجة من الانتقادات، خاصة بعد أن لعب الفريقان مباراة الإياب خارج ديارهما، رغم إنهائهما المرحلة الموحدة ضمن المراكز الثمانية الأولى. هذا الخلل في الميزة التنافسية فجّر جدلًا واسعًا بين الجماهير والمحللين، الذين طالبوا بتعديل القواعد لضمان تكافؤ أكبر.

ما هو نظام دوري الأبطال الحالي؟

بدأ الاتحاد الأوروبي هذا الموسم بتطبيق الشكل المعدّل لدوري الأبطال، حيث شارك 36 فريقًا في ما يعرف بـالمرحلة الموحدة، وهي دوري من جدول واحد، بدلاً من نظام المجموعات التقليدي. وبعد خوض 8 مباريات لكل فريق، تأهل أصحاب المراكز من 1 إلى 8 مباشرة إلى دور الـ16، في حين خاضت الفرق من 9 إلى 24 مباريات فاصلة.

المشكلة الجوهرية: غياب أفضلية الأرض

رغم تأهل الأندية الكبرى من صدارة المرحلة الموحدة، لم يمنح النظام الجديد هذه الفرق ميزة خوض مباراة الإياب على أرضها، إذ استمر الاتحاد الأوروبي في استخدام القرعة لتحديد ترتيب المباريات، ما اعتبره كثيرون ظلمًا للأندية الأفضل أداءً.

القرار الجديد من اليويفا: أفضلية مستحقة

بحسب ما أوردته صحيفة "ذا صن"، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منح أصحاب المراكز الثمانية الأولى في المرحلة الموحدة ميزة لعب مباراة الإياب على أرضهم في دور الـ16 والأدوار التالية، ما يمنحهم تفوقًا عادلاً بناءً على أدائهم.

موعد التنفيذ الرسمي

القرار نوقش وتمت الموافقة عليه مبدئيًا خلال اجتماع داخلي عُقد قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن ما يزال يحتاج إلى المصادقة الرسمية من اللجنة التنفيذية للاتحاد، والمتوقع أن تعقد اجتماعًا افتراضيًا قبل قرعة دور المجموعات في 28 أغسطس/آب القادم.

تأثير التعديل على الفرق الأوروبية الكبرى

من شأن هذا التعديل أن يعزز فرص الفرق الكبرى مثل ريال مدريد، مانشستر سيتي، بايرن ميونخ، وغيرها من الأندية التي غالبًا ما تتصدر الجداول، في تحقيق نتائج إيجابية في الأدوار الإقصائية، مستفيدة من اللعب في معقلها أمام جماهيرها في اللقاء الحاسم.

هل يشمل القرار البطولات الأخرى؟

نعم، من المتوقع أن يتم تطبيق التعديل ذاته على كل من الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) ودوري المؤتمر الأوروبي، في خطوة تهدف إلى توحيد المعايير وتحفيز الأندية على السعي لإنهاء المرحلة الموحدة في المراكز الأعلى.

ردود الأفعال: ترحيب مشروط

القرار لاقى ترحيبًا من قطاع كبير من الأندية والمشجعين، خصوصًا أولئك الذين يرون في اللعب على الأرض ميزة لا يجب التفريط فيها. ومع ذلك، حذّر بعض المحللين من أن التعديلات المستمرة قد تُربك الأندية وتؤثر على استراتيجياتها، داعين اليويفا إلى استقرار طويل الأمد في النظام الجديد.

رؤية مستقبلية لنظام أكثر عدلاً

يتجه دوري الأبطال نحو نموذج يعتمد على العدالة التنافسية كمبدأ أساسي. ومن خلال منح الأفضلية لمن يستحقها فعليًا، يخطو الاتحاد الأوروبي خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تطوير البطولة الأكثر شعبية في العالم.

خاتمة: هل يحقق التعديل العدالة المطلوبة؟

بينما يرحب كثيرون بالتغيير، يظل السؤال الأكبر هو: هل سيسهم هذا التعديل فعلًا في تقليص المفاجآت غير المتوقعة وزيادة فرص الأندية المتفوقة؟ الإجابة قد نحصل عليها في موسم 2025/2026، حيث سيدخل دوري الأبطال مرحلة جديدة مليئة بالإثارة والتحولات.